ككل مدن العالم تكونت مدينة حمام سوسة وعمرت وتآهلت بالسكان شيئا فشيئا و الأثار الأولى القليلة جدا ترجع إلى ما قبل الإسلام وتتماشى مع الكهوف والمرتفعات القريبة من البحر حيث المناخ الرطب والمياه القريبة ويظهر هذا جليا في الشمال الشرقي " سيدي القنطاوي " في مكان يسمى "بالقبيبات" حيث توجد مقبرة وآثار للسكنى إندثرت مع مرور الزمن.
وأشهر من استوطن من المرابطين في العهد الإسلامي في القرن الثامن هجري والرابع عشر ميلادي هو سيدي محمد القنطاوي المدفون بمكان مرتفع والمطل على البحر من جميع نواحيه وبنيت على مدفنه قبة أحيطت بسياج.
أما منشأ مدينة حمام سوسة فيظهر حسب البحوث الأثرية والفكرية أنه يرجع إلى القرن الثامن هجري والرابع عشر ميلادي بإنشاء قرية كمجمع سكني في المكان المعروف بالقصر أين يوجد جامع القصر الآن والقرية كانت محاطة بسور لها مدخل واحد يفتح إلى بطحاء السوق.
أما تسميتها بحمام سوسة فالمعالم الأثرية والتاريخية تفيد أن حماما في هندسة عربية موجود شرقي البلدة بمكان يعرف ببلدة قديمة والتاريخ يرجع إلى القرن التاسع والخامس عشر ميلادي وهذا الحمام رواده من مدينة سوسة.
ينحدر سكان منطقة حمام سوسة من أصل مشرقي ومما يروى عن السكان الأوائل لحمام سوسة أنهم كانوا يرابطون بحومة القصر المكان القديم لحمام سوسة وكانت بناءاتهم تقتصر على التربة البيضاء أساسا والتي استخرجوها من بطحاء السوق (اللوطاني)... ومازالت أماكنها فارغة إلى اليوم في شكل سراديب قسمت على المنازل المجاورة ، وحسب روايات الأجداد فإن المواطن الحمامي لم يسبق له أن استعمل الأكواخ أو بيوت الشعر كمسكن له.
إن حمام سوسة ساهمت بأثمر وأثمن وأصلح أراضيها في تنمية البلاد ورقي إقتصادها وهي فخورة بهذا المركب السياحي العظيم الذي لا مثيل له تركيبا ورقيا وعمرانا ونزهة وراحة وإطمئنانا إضافة إلى ما حوله من مناظر خلابة بناء وجمالا ومنازل تعج بالمتساكنين على إختلاف جنسياتهم ولغاتهم مما كون حركية عظيمة ينتفع بها يوميا كل مساهم من عموم البلاد إذا هو مورد رزق وسبب من أسباب العيش الكريم ومصدر هام للعملة الصعبة. وحمام سوسة فخورة بالتقدم الحاصل داخل مدينتها تنظيما ونظافة ونشاطا إجتماعيا وثقافيا شاملا وحركية متواصلة في جميع الميادين وهي على إستعداد للمثابرة والكد والجد.
كل هذا بفضل رجالها العاملين المخلصين الذين كانوا زينة التحول والإبتكار والحكمة والبعد النظري العميق. بقلم الشيخ محمد البحري
